السندات 101: ما هي وأنواعها المختلفة التي يمكنك الاستثمار فيها مقدمة: لماذا يتجه المستثمرون نحو السندات
لطالما اعتُبرت السندات أحد الأعمدة الأساسية في أي محفظة استثمارية متوازنة. ففي حين تسرق الأسهم الأضواء عادة بسبب ارتفاعاتها الحادة أو هبوطها المفاجئ، تقدّم السندات ما يبحث عنه كثير من المستثمرين: تقلبات أقل، واستقرار نسبي، ودخل ثابت.
في أوقات عدم اليقين، يلجأ المستثمرون — سواء كانوا خبراء أو مبتدئين — إلى السندات للمساعدة في مواجهة تقلبات سوق الأسهم، وتوليد تدفقات نقدية منتظمة، وتنويع المخاطر.
وغالبًا ما يشبّه المستشارون الماليون السندات بـ"المرساة" التي تثبّت المحفظة الاستثمارية في مكانها. فعندما تتأرجح الأسهم صعودًا وهبوطًا، تساعد السندات في إبقاء المحفظة متوازنة.
والسر يكمن في فهم ما هي السندات، وأنواعها المختلفة، وكيف يمكن أن تتناسب مع استراتيجيتك المالية.
ومع منصات مثل بركة التي أصبحت تتيح الآن الوصول إلى السندات الحكومية الأمريكية وسندات الشركات، أصبح من الأسهل على المستثمرين في المنطقة استكشاف هذا النوع من الأصول.
ما هي السندات؟
ببساطة، السند هو نوع من القرض الذي تقدّمه كمستثمر إلى جهة مُصدِرة — عادةً ما تكون حكومة أو بلدية أو شركة. وفي المقابل، تلتزم الجهة المصدرة بما يلي:
دفع الفوائد (مدفوعات القسائم) على فترات منتظمة، غالبًا كل ستة أشهر.
إعادة المبلغ الأصلي المستثمر (رأس المال) عند تاريخ الاستحقاق.
هذا يجعل السندات مختلفة جوهريًا عن الأسهم. فبينما تمثّل الأسهم ملكية في الشركة وتوفّر إمكانية تحقيق مكاسب (أو خسائر) غير محدودة، تمثّل السندات التزامًا بالدَّين. وبصفتك حامل سند، فأنت دائن وليس مالكًا.
لهذا السبب تُعتبر السندات عمومًا استثمارات أقل مخاطرة وتقلبًا من الأسهم. لكن من المهم التوضيح أن السندات لا تخلو من المخاطر — ففي حال تعثّر الجهة المصدِرة، قد يخسر المستثمر جزءًا أو كل رأسماله.
أنواع السندات التي يمكنك الاستثمار فيها
ليست كل السندات متشابهة. فهي تختلف حسب الجهة المصدرة، ومدة الاستحقاق، والمخاطر، والعائد. فيما يلي أبرز نوعين يواجههما المستثمرون الأفراد: السندات الحكومية الأمريكية وسندات الشركات.
السندات الحكومية الأمريكية (U.S. Treasuries)
عندما يبحث المستثمرون حول العالم عن أصول أقل مخاطرة، غالبًا ما يتجهون إلى السندات الحكومية الأمريكية — وهي أدوات دين تصدرها وزارة الخزانة الأمريكية.
تُعتبر هذه السندات من بين الأدوات الأكثر أمانًا نظرًا لأنها مدعومة بالكامل من الحكومة الأمريكية. وتشمل ثلاثة أنواع رئيسية:
أذون الخزانة (Treasury Bills - T-Bills):
أوراق مالية قصيرة الأجل تستحق خلال سنة أو أقل. لا تدفع فائدة، بل تُباع بسعر أقل من قيمتها الاسمية. على سبيل المثال، قد تشتري إذنًا بقيمة 1,000 دولار مقابل 950 دولارًا، وتستردّ القيمة الكاملة عند الاستحقاق. الفرق هو عائدك.
سندات الخزانة المتوسطة الأجل (Treasury Notes - T-Notes):
تستحق خلال فترة من سنتين إلى عشر سنوات. تدفع فائدة ثابتة كل ستة أشهر وتعيد رأس المال عند الاستحقاق.
سندات الخزانة الطويلة الأجل (Treasury Bonds - T-Bonds):
تستحق بعد أكثر من عشر سنوات وقد تمتد حتى ثلاثين عامًا، وتدفع الفائدة مرتين في السنة، مما يجعلها جذابة للمستثمرين الباحثين عن دخل مستقر على المدى الطويل.
تحظى هذه السندات بشعبية واسعة نظرًا لدورها كمعيار عالمي للأمان، وغالبًا ما تُستخدم من قبل البنوك المركزية وصناديق التقاعد والمستثمرين الأفراد كوسيلة للحفاظ على رأس المال.
2. سندات الشركات (Corporate Bonds)
عندما تحتاج الشركات إلى تمويل — سواء للتوسع أو لإعادة تمويل الديون أو لتمويل مشاريع جديدة — فإنها غالبًا ما تصدر سندات.
وعلى عكس سندات الخزانة الأمريكية، تحمل سندات الشركات مخاطر ائتمانية، أي احتمال عدم قدرة الشركة على سداد التزاماتها. وفي هذه الحالة، قد يخسر المستثمرون جزءًا أو كامل استثماراتهم.
تنقسم سندات الشركات عادة إلى فئتين:
سندات الدرجة الاستثمارية (Investment Grade):
تصدرها شركات مستقرة ماليًا ذات تصنيف ائتماني مرتفع (BBB- أو أعلى حسب وكالات مثل S&P أو Moody’s). توفّر هذه السندات عوائد أقل لكنها أكثر استقرارًا. ومن أمثلتها شركات كبرى مثل Apple وMicrosoft وJohnson & Johnson.
السندات عالية العائد (High-Yield أو “Junk Bonds”):
تصدرها شركات ذات أوضاع مالية أضعف أو مديونية مرتفعة. تقدم هذه السندات عوائد أعلى مقابل المخاطر الإضافية، لكنها أكثر تقلبًا ومعرّضة للتخلف عن السداد.
كيف تحقق السندات عوائد للمستثمر
من المهم فهم كيفية تحقيق السندات للعوائد:
مدفوعات القسائم (Coupon Payments):
وهي الفوائد الدورية التي تدفعها الجهة المصدِرة، عادة كل ستة أشهر. فإذا كنت تمتلك سندًا بقيمة اسمية 1,000 دولار وفائدة 5%، ستحصل على 50 دولارًا سنويًا، تُدفع على دفعتين بقيمة 25 دولارًا لكل منهما.
قيمة الاستحقاق (Maturity Value):
عند الاستحقاق، تعيد الجهة المصدِرة للمستثمر رأس المال الأصلي. على سبيل المثال، إذا استثمرت 10,000 دولار في سند خزانة أمريكي، فستسترد المبلغ الأصلي عند الاستحقاق، بالإضافة إلى الفوائد، ما لم تتخلف الجهة عن السداد.
تغيرات الأسعار في السوق الثانوية (Secondary Market):
يمكن بيع السندات وشراؤها قبل تاريخ الاستحقاق، وتتأثر أسعارها بعوامل مثل أسعار الفائدة وتقييم الجدارة الائتمانية والطلب العام. عندما ترتفع أسعار الفائدة، تنخفض عادة أسعار السندات ذات الفائدة الأقل.
هذا المزيج بين الدخل الثابت وإمكانية تغير القيمة السوقية يجعل السندات أداة متعددة الاستخدامات لتنويع المحافظ.
دور السندات في المحفظة الاستثمارية
تؤدي السندات دورًا محوريًا في تحقيق التوازن بين النمو والمخاطر.
التنويع: غالبًا ما تتحرك السندات بعكس الأسهم، مما يساعد على تقليل تقلبات المحفظة.
توليد الدخل: توفّر القسائم تدفقًا نقديًا منتظمًا، وهو مثالي للمتقاعدين أو المحافظ المحافظة.
الحفاظ على رأس المال: تُعد سندات الخزانة الأمريكية ملاذًا آمنًا نسبيًا في أوقات التقلب، رغم أنها لا تخلو من مخاطر التضخم وارتفاع الفائدة.
المرونة: من السندات قصيرة الأجل إلى طويلة الأجل، يمكن للمستثمرين اختيار ما يناسب أهدافهم ومستوى تحملهم للمخاطر.
غالبًا ما ينصح المستشارون الماليون بتعديل نسبة الأسهم إلى السندات حسب العمر والأهداف وظروف السوق. فالمستثمر الشاب قد يركّز أكثر على النمو، بينما يفضّل من يقترب من التقاعد الاعتماد على السندات لتقليل التقلبات والحصول على دخل منتظم.
خلاصة المستثمر
قد تفتقر السندات إلى الإثارة التي تميّز الأسهم سريعة الحركة، لكنها تظل عنصرًا أساسيًا في أي خطة استثمار طويلة الأجل. فهي توفّ دخلاً متوقعًا، وتقلبات أقل، وفوائد تنويع لا يمكن للأسهم وحدها تقديمها.
اليوم أصبح الوصول إلى السندات أسهل من أي وقت مضى. فقد أطلقت بركة مؤخرًا ميزة تداول السندات الحكومية الأمريكية وسندات الشركات، مما يتيح للمستثمرين في المنطقة بناء محافظ متنوّعة تشمل أدوات الدخل الثابت عالية الجودة.
سواء كنت مبتدئًا أو مستثمرًا متمرسًا، فإن استكشاف السندات خطوة نحو مرونة مالية طويلة الأجل.
إفصاح المخاطر المهم
الاستثمار في السندات ينطوي على عدد من المخاطر الأساسية، بما في ذلك:
مخاطر أسعار الفائدة: تنخفض أسعار السندات عادة عندما ترتفع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى خسائر رأسمالية عند البيع قبل تاريخ الاستحقاق.
المخاطر الائتمانية: قد تفشل الجهة المصدِرة في دفع الفوائد أو إعادة رأس المال، مما قد يؤدي إلى خسارة جزئية أو كلية للاستثمار.
مخاطر التضخم: يؤدي ارتفاع التضخم إلى تقليص القيمة الحقيقية للعوائد.
مخاطر السيولة: قد يكون من الصعب بيع بعض السندات بسرعة دون التأثير على سعرها.
قد تخسر جزءًا أو كامل رأس مالك الأصلي إذا تخلفت الجهة المصدِرة عن السداد أو إذا بعت السند في ظروف سوق غير مواتية.
الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا على النتائج المستقبلية.
مثل أي استثمار آخر، الاستثمار في السندات ينطوي على مخاطر. تتأثر الأسعار والعوائد بعدة عوامل مثل أسعار الفائدة وجودة الائتمان وظروف السوق.
تقدّم بركة خدمة تداول السندات على أساس التنفيذ فقط، مما يعني أننا لا نقدّم نصائح أو توصيات استثمارية.
ينبغي عليك الاستثمار فقط إذا كنت تدرك تمامًا المخاطر المترتبة على ذلك.






