هل سمعت من قبل بمصطلح "لا تضع كل بيضك في سلة واحدة؟" تتعلق هذه النصيحة بالتنويع في الاستثمار أو عدمه.
ويشير مفهوم تنويع الاستثمار (Diversification) إلى أسلوب لإدارة المخاطر ينطوي على توزيع الأموال المستثمرة في محفظة استثمارية على أكثر من أداة استثمار، حيث يتفق العديد من المتخصصين في الاستثمار أن تنويع الاستثمار في أنواع مختلفة من الأصول عنصر مهم لتقليل مخاطر محفظة الاستثمار، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مخاطر الاستثمار لا يمكن التخلص منها تمامًا.
يمكنك تنويع استثمارك من خلال أنواع مختلفة من الشركات والصناعات. على سبيل المثال، يمكن أن تتنوع المحفظة الاستثمارية حسب الشركات بأن تشمل أسهمًا في Apple (AAPL) و Microsoft (MSFT) و Google (GOOG)، وتندرج جميعها تحت مجال التكنولوجيا. لمزيد من التنويع، يمكن تضمين استثمارات في الصناعات الأخرى مثل الأسهم المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية أو صناعات النقل والمواصلات. هذا ويمكنك أيضًا التنويع حسب الموقع الجغرافي بالاستثمار في بلدان مختلفة.
وكذلك يمكنك التنويع عبر أنواع مختلفة من فئات الأصول، وليس فقط أنواع مختلفة من الشركات أو الصناعات. مثل السندات والأسهم، فإن الأصول تتفاعل بطرق مختلفة مع الأحداث المعاكسة، والتنويع عبر أنواع مختلفة من فئات الأصول سيساعد في تقليل حساسية محفظتك تجاه تقلبات سوق الأسهم. تشمل فئات الأصول التي يمكنك تنويع محفظتك بها الآتي: الأسهم، والسندات، والعقارات، وصناديق الإستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)، والسلع والنقود وما يعادل النقود على المدى القصير .
ما هي المخاطر؟
يمكن أن تتعرض محفظتك الاستثمارية لمجموعة متنوعة من المخاطر حسب نوع الأصول المضمنة فيها. هناك نوعان رئيسيان من المخاطر عند الاستثمار: الأول غير قابل للتنوع، وهو يُعرف أيضًا بالمخاطر النظامية أو مخاطر السوق، وينتج عن متغيرات مثل التضخم وعدم الاستقرار السياسي وأسعار الصرف، والنوع الثاني من المخاطر قابل للتنويع، المعروف أيضًا باسم المخاطر غير المنتظمة وهو خاص بالمتغيرات مثل شركة أو صناعة أو سوق.كما ذكرنا سابقًا، قد لا يتم القضاء على مخاطر الاستثمار تمامًا، ولكن قد تكون المحفظة عرضة لمزيد من المخاطر إذا لم تكن متنوعة. بصفتك مستثمرًا، يمكنك أن تسأل نفسك عن مقدار المخاطرة الذي ترغب في تحمله، وسيساعدك هذا في تحديد مقدار التنويع اللازم من أجل الوصول إلى أهدافك الاستثمارية بشكل صحيح.
لمَ يُعد التنويع مهمًا؟
يضمن لك التنويع عدم المخاطرة بكل بيضك في سلة واحدة، بل يتم توزيعه على العديد من السلال المختلفة حسب مقدار التنوع الذي قمت به.
إذا لم تقم بالتنويع، فقد تتغير ظروف السوق بسرعة وتؤثر على أداء الاستثمار الخاص بك. على سبيل المثال، إذا كان لديك محفظة لا تشمل سوى أسهم شركات طيران خلال أوائل عام 2020، وقد بدأت جائحة كورونا COVID-19 في الظهور، وبالتالي بدأ العالم في تنفيذ إجراءات الإغلاق مما أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات الجوية. ونتيجة لذلك، انخفض طلب الاستهلاك على شركات الطيران بشكل حاد وانخفضت قيمة الأسهم بسرعة.
ما هي فوائد التنويع في الاستثمار؟
يمكن أن يكون هناك العديد من المزايا لعملية التنويع، أهمها هو إدارة مخاطر محفظتك الاستثمارية والحد منها.
يقلل التنويع في الاستثمار تعرض المحفظة للعوامل الرئيسية التي تؤثر على سعر الأسهم أو الأسواق بشكل سلبي لأن الأصول تكون موزعة على قطاعات وأسواق مختلفة.
فمن أجل الاستثمار لأهداف الاستثمار على المدى الطويل، يقوم المستثمرون عادةً بتنويع مواردهم أكثر قليلاً من أولئك الذين يتطلعون إلى المدى القصير، وذلك ليتسنى لهم الحد من المخاطر والوصول إلى هذه الأهداف.
كيف يقلل التنويع من المخاطر؟
بالنظر إلى أن الاستثمارات المتنوعة تعمل معًا بمرور الوقت، فمن المهم اختيار الاستثمارات التي عادة ما يكون ارتباطها مع بعضها البعض سلبيًا – مما يعني أن لها ردود فعل معاكسة على نفس عامل السوق وتتحرك عامة في اتجاهين معاكسين، مما يعني أنه إذا فقد أحد الأصول قيمته بسبب عامل سلبي، يستعيد أصل آخر الخسارة بسبب نفس العامل.
على سبيل المثال، إذا استثمرت في Delta Air Lines (DAL) خلال جائحة COVID-19، فستشهد انخفاض سعر السهم. ولكن، إذا كانت محفظتك متنوعة وكنت تمتلك أيضًا أسهم Novavax (NVAX) – وهي شركة لتطوير اللقاحات ولديها لقاح مرشح لـعلاج COVID-19 – فإن هذين السهمين مرتبطان بشكل سلبي ولديهما ردود فعل معاكسة، وبالتالي، فإن محفظتك لن تشهد خسارة كبيرة.
ما هي عيوب التنويع؟
على الرغم من المزايا العديدة التي قد يجلبها التنويع لمحفظتك، إلا أن هناك أيضًا بعض الجوانب السلبية المحتملة. نظرًا لأن التنويع يعني أنك تستثمر في أنواع مختلفة من الأصول في وقت واحد، فستحتاج إلى إدارة استثمار كل أصل في محفظتك. ويمكن أن يكون هذا مملاً وصعبًا في بعض الأحيان، خاصة إذا كان لديك العديد من المقتنيات والاستثمارات في صناعات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كما يساعد التنويع في الحد من المخاطر وإضعاف تأثير انخفاضات السوق الحادة، فإن الأمر نفسه قد ينطبق حين يكون أداء أحد الأصول أو الأسواق جيدًا للغاية بسبب أحد عوامل السوق. ونظرًا لأن التنويع يعني أن الاستثمارات موزعة على أصول مختلفة، فيمكن أن يحد ذلك من المكاسب الكبيرة على المدى القصير.
ما هو الـ ETF؟
قد يبدو هذا كثيرًا لفهمه، ولكن لا تقلق، هنا تتدخل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs). وتعد الصناديق المشتركة (mutual funds) وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) من الأمثلة على خيارات الأصول المتنوعة بالفعل. ويشير الـ ETF إلى صندوق استثماري يتكون من مجموعة من الأصول التي تتعقب أصلًا معينًا أو مؤشرًا أساسيًا. يمكن أن يمتلك صندوق الـ ETF مجموعة متنوعة من أنواع الاستثمارات المختلفة، والتي تترواح ما بين الأسهم والسندات والسلع، وقد تتألف من مؤشرات مختلفة، ومجموعة من الأسهم وفقًا لفكرة ما، وأكثر من ذلك، مما يمنح المستثمرين فرصة التعرض لمجموعة متنوعة من الأصول المختلفة من خلال استثمار واحد فقط.
ولكن نظرًا إلى أن هذه الصناديق عادة ما يتم إدراتها من قبل خبراء محترفين، فغالبا ما تنطوي على رسوم أعلى، لذا تأكد من موازنة إيجابيات وسلبيات كل فرصة استثمارية قبل الاستثمار.