"رالي سانتا" 

"رالي سانتا" 

شارك هذا المقال


عندما يتعلق الأمر بتداول الأسهم، فإن القدرة على تحديد الأنماط والاتجاهات هو أصل اللعبة، حيث يفضل بعض المستثمرين اتخاذ القرارات بعد تحليل أساسيات العمل، بما أنهم يبحثون دائمًا عن الأسهم الخام التي يتم تسعيرها بأقل من القيمة الجوهرية للشركة. أما البعض الآخر فيفضل إلقاء نظرة على الرسوم البيانية، باستخدام التحليل الفني للعثور على مؤشرات عما إذا كان سيتم الشراء أو البيع بناءً على نشاط تداول الأسهم.

المكمل أو البديل لهذين النهجين هو الاستفادة من ظواهر السوق والشذوذ. فمن خلال النظر إلى تاريخ سوق الأسهم الممتد لعقود من الزمن، يمكن استحداث أنماط معينة بناءً على الوقت من السنة، أو يوم الأسبوع، أو أي حزب سياسي في منصبه.

أحد هذه الأنماط الأكثر شيوعًا هو ما يُعرف باسم "رالي سانتا". نسبًة إلى اسمه، لعلك لاحظت أنه بالتأكيد مرتبط بوقت عيد الميلاد. وذلك لأن ظاهرة “الرالي” أو بالأصح “الصعود” هي ظاهرة موسمية تميل خلالها أسعار الأسهم إلى الارتفاع في الأسبوع الأخير من ديسمبر وحتى أول يومين تداول من يناير.

وفي نشرة تحت المجهر اليوم، سنلقي نظرة على تاريخ وأسباب الظاهرة، إضافة إلى تأثيرها على بعض الأسهم. 

ما هي ظاهرة "رالي سانتا"؟

في حين أن أغلب العامة يربطون بابا نويل برداء أحمر ساطع ولحية بيضاء والكثير من الهدايا تحت شجرة عيدالميلاد، يربط المستثمرين بابا نويل بشيء مختلف تمامًا، إذ أن هدايا الرجل العجوز لأصدقاءه المستثمرين تمتد إلى ما بعد الـ 25 من ديسمبر. 

وفقًا لإصدار 2016 من تقويم "ترايدر ألماناك"، "منذ عام 1969، حقق "رالي سانتا" عوائد إيجابية في 34 موسمًا من 45 موسمًا للأعياد – آخر خمسة أيام تداول من العام وأول يومين تداول بعد رأس السنة الجديدة. متوسط ​​العائد التراكمي خلال هذه الأيام هو 1.4٪، والعوائد إيجابية في كل يوم من أيام الصعود السبعة، في المتوسط ​​".

تم ابتكار مصطلح "رالي سانتا" من قبل محلل الأسهم ييل هيرش في عام 1972. وجد هيرش دليلًا على أن الارتفاع في مؤشر "داو جونز" الصناعي يعود إلى عام 1896. ويمكن العثور على المزيد من الأدلة الحديثة على وجوده باستخدام سعر إغلاق SPY، وهو صندوق الاستثمار المتداول لكل من مؤشرات "ستيت ستريت" و "ستاندرد آند بورز 500". فمنذ نشأة صندوق الاستثمار المتداول في عام 1993، حقق SPY مكاسب 17 من أصل 26 مرة خلال نافذة "رالي سانتا" التي استمرت من ستة إلى سبعة أيام.

إذا نظرنا في الموضوع، فهذا يعني بشكل فعال أن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" قد تأثر بظاهرة "رالي سانتا" حوالي 65٪ من الوقت، وهو ليس بالرقم القليل! للمقارنة، أي فترة تداول عشوائية مدتها ستة أيام لـ SPY أنتجت عائدًا إيجابيًا بحوالي 58٪ من الوقت منذ إنشائها في عام 1993.

يجب التنويه هنا أنه إضافًة لكونك أكثر عرضًة لتحقيق عائد إيجابي خلال فترة "رالي سانتا" مقارنًة بأي فترة أخرى، من المرجح أن يكون العائد أكبر. إذا نظرنا إلى SPY، سنرى أن متوسط عائده خلال "رالي سانتا" أقل بقليل من 1٪، بينما متوسط عائد SPY خلال أي نافذة عشوائية مدتها ستة أيام أقل بقليل من 0.2٪.

ما الذي يسبب ظاهرة "رالي سانتا" في السوق؟ 

على الرغم من أن سبب وجود الظاهرة غير معروف تمامًا، ظهرت الكثير من النظريات لمحاولة شرح السبب. إذا درسنا الوضع من الناحية النفسية وبالتركيز على الوقت الزمني، فسنستنج ببساطة أنها الأعياد! أي تفاؤل أكبر، وشراء أكثر… مما يؤدي إلى ارتفاع الأسهم. وبالمثل، فإن الاعتقاد بأن الجميع متفائل يخلق ثقة في الظواهر التي تتجلى في شراء المزيد من الأسهم. بما معناه أن "الرالي" نبوءة ذاتية التحقق.  

ليطرح السؤال نفسه هنا، هل ظاهرة "رالي سانتا" تتغذى من قبل العمال الذين يستثمرون مكافآت نهاية العام؟ أم أنها ناتجة من أن العديد من المستثمرين ومديري الأموال المحترفين يميلون إلى قضاء إجازة خلال هذا الوقت، مما يترك السوق مفتوحًا أمام نزوات مستثمري التجزئة الصاعدين؟ كما هو الحال مع أي شذوذ في سوق الأوراق المالية، السبب غير معروف تمامًا. 

ظاهرة أخرى شائعة في السوق هي ما يعرف بـ تأثير يناير". تمامًا كـ "رالي سانتا" يشير "تأثير يناير" إلى الأداء التاريخي فوق المتوسط ​​لسوق الأسهم في شهر يناير مقارنة ببقية العام. ومن هذا الباب، ربما يكون "رالي سانتا" نتيجة المستثمرين الذين يتطلعون إلى الشراء الاستفادة من "تأثير يناير" على الأسواق.

فيما يتمثل تأثير "رالي سانتا"؟ 

إذا كنت تؤمن في ظاهرة "رالي سانتا" فقد تتساءل عن الأسهم المدرجة في قوائم بابا نويل للمهذبين والمشاغبين. حتى نستطيع معرفة ذلك، وبالإضافة للنظر إلى الطريقة التي تصرفوا بها خلال العام، يمكن النظر إلى أداء الشركات التاريخي في كل من شهر ديسمبر ويناير.

تعتبر شركة "ميتا" (FB) عضوًا دائمًا في قائمة الشركات التي تصرفت بشكل جيد. تاريخيًا، كان شهر يناير دائمًا هو الشهر الأفضل أداءً لسهم "ميتا"، إذ يرتفع بحوالي 9٪ في المتوسط، مما يجعل ديسمبر وقتًا جيدًا له. بعد الانخفاض من أعلى مستوياته على الإطلاق في أواخر هذا الصيف، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت "ميتا" مدرجة في قوائم تسوق "شراء الانخفاضات" الخاصة بالمشترين لهذا العام، الذين يميلون إلى شراء الأصول بعد انخفاضها، أملًا في جنى الأرباح بعد انتعاش السوق. 

من ناحية أخرى، فإن "وول مارت" (WMT) هو سهم عادًة ما يجد نفسه في قائمة المشاغبين. فعلى الرغم من استفادة الشركة من الارتفاع الكبير في الإنفاق على التجزئة في كل موسم عطلة، يعتبر شهر ديسمبر تاريخيًا أسوأ الشهور أداءًا لـ "وول مارت"، نظرًا لكونه الشهر الوحيد الذي يشهد متوسط عائد سلبي. في المتوسط، تنخفض أسهم شركة التجزئة العملاقة بنحو 0.2٪ في ديسمبر.

بشكل عام، هناك أدلة تشير إلى أن ظاهرة "رالي سانتا" ملاءمة أكثر لتقييم الأسهم ذات القيمة بدلًا من الأسهم النامية. ومع ذلك، يبقى موضوع التنبؤ بعوائد "رالي سانتا" أمرًا صعبًا، إذ لا يمكن معرفة مدى تأثير الظاهرة على الأسهم بشكل دقيق.   

السبب في أهمية الخبر

نظرًا لطبيعتهم المبهمة بعض الشيء، لا ينبغي علينا أخذ ظواهر "رالي سانتا" و" تأثير يناير" على أنها حقائق مؤكدة؛ إذ علينا النظر إليها على أنها ملاحظات من الممكن أخذها في عين الاعتبار إذا رغبنا، ولكنها ليست تنبؤات مؤكدة.

أما بالنسبة لإمكانية حدوث "رالي سانتا" في 2021، فمن الآمن أن نشير إلى أن بابا نويل لن يعاني من مشاكل في التضخم أو زيادة في أسعار الفائدة. ومع ذلك، شهدت المؤشرات الأمريكية ارتفاعًا لتصل إلى مستويات قياسية جديدة الأسبوع الماضي. كما ارتفع مؤشر STOXX الأوروبي الأسبوع الماضي تحسبًا لـ "رالي سانتا"، إضافًة إلى الارتفاع الذي شهده كل من النفط والذهب.

akbaraka

استثمر بذكاء

انضم لأكثر من 35,000 قارئ لنشرة «أخبركة» اليومية واشترك في النشرة للاطلاع على أهم الأخبار المالية المحلية والعالمية في 5 دقائق.
akhbaraka
استثمر بذكاء

أخبار