غالبًا ما تكون هناك تقلبات في أي نوع من الـ cycle أو ما تعرف بـ "الدورة" والتي تقيس أداء شيء ما خلال فترة زمنية محددة، وتنطوي أي دورة على اتجاهات وأنماط يمكن التنبؤ بها وتتبعها بناءً على بيانات الأداء السابق. وتتنوع هذه الدورات وتختلف مدتها حيث تتراوح بين دقيقتين إلى ما يزيد عن 10 سنوات، ولا تختلف دورات سوق الأسهم عن ذلك. حيث كانت الدورات السوقية عنصرًا شديد الأهمية في تنبؤات سوق الأسهم مثل أنماط الأسعار على المدى القريب والبعيد، كما اعتاد المتداولون الإستفادة منها في إدارة المخاطر، حيث أن دورات السوق تتحرك وتتصرف باستمرار بطرق ومراحل مماثلة. وبالرغم من أن دورات سوق الأسهم لديها اتجاهات واضحة، إلا أن نقطتي البداية والنهاية في دورة السوق غالبًا ما تكون مُبهمة ويصعب تحديدها.
ما هي مراحل الدورة السوقية في سوق الأسهم؟
شكل عام، فإن هناك أربع مراحل في دورة سوق الأسهم الواحدة، والتي تشتمل على المراكمة، والازدهار، والتوزيع، والانخفاض.
- مرحلة المراكمة (Accumulation): هي المرحلة الأولى من دورة سوق الأسهم، وتبدأ مع نهاية الدورة السابقة حين يستقر السوق عند أدنى مستوى له (قاع السوق) ويبدأ بعض المستثمرين في الشراء مرة أخرى. ويحدث ذلك عادة حين يبدأ المتداولون والمستثمرون في مراكمة أو تكديس الأسهم في محافظهم بأسعار منخفضة.
- مرحلة الإزدهار (Mark up): يتحرك سوق الأسهم في هذه المرحلة نحو الاستقرار، ويبدأ في الاتجاه الصعودي وترتفع الأسعار. ويحدث ذلك عندما يصبح المتداولون أكثر حَزما ويشرعون في شراء المزيد من الأسهم حيث يصبح السوق أقوى.
- مرحلة التوزيع (Distribution): تحدث عند وصول سوق الأسهم إلى ذروته، وفي هذه المرحلة يبدأ بعض المتداولين في بيع أسهمهم للخروج من السوق (يقومون بجني الأرباح). عادة ما يكون هذا السوق صعوديًا – والذي سنناقشه في قسم لاحق – والسمة الرئيسية له هي زيادة حجم التداول للأسهم، ولكن دون زيادة في السعر.
- مرحلة الهبوط (Decline) وتحدث عندما يبدأ السوق في التراجع وانخفاض أسعار الأسهم. يحدث هذا عندما يبدأ العديد من المتداولين في بيع أسهمهم ولكن لا يوجد عدد كافٍ من المشترين، مما يتسبب في انخفاض الأسعار وبالتالي انخفاض السوق. يميل العديد من المستثمرين في هذه المرحلة إلى الذعر والبيع، لذلك من المهم أن تتذكر كمتداول أن هذه المرحلة لا تدوم إلى الأبد.
يمكن التنبؤ بهذه الدورات من خلال أخذ بعض مؤشرات الأداء في الاعتبار، مثل أنماط الطقس الموسمية ودورات العمل والعطلات.
ما هي الدورة الاقتصادية؟
الدورة الاقتصادية (أو Economic Cycle) هو مفهوم يشير إلى تقلبات الاقتصاد الكلي خلال فترات النمو والركود. وهناك العديد من العوامل التي تساهم في الدورة الاقتصادية، بما في ذلك معدلات التوظيف وأسعار الفائدة وثقة المستهلك. وفي سياق مشابه لسوق الأسهم، تحتوي الدورة الاقتصادية أيضًا على أربع مراحل مختلفة، بما في ذلك التوسع والذروة والانكماش والحوض. تنطوي السمات الرئيسية لمراحل التوسع والذروة على ارتفاع إنفاق المستهلكين وانخفاض معدلات البطالة، في حين أن تتسم مراحل الانكماش والحوض بانخفاض الطلب وزيادة معدلات البطالة.
نظرًا لأن دورات سوق الأسهم تتطلع إلى المستقبل، فعادة ما يكون هناك تأخر طفيف في أداء الدورة الاقتصادية. على سبيل المثال، خلال فترة الركود في السبعينيات، أظهرت سوق الأسهم علامات الانتعاش في العام 1974، قبل أن يبدأ الاقتصاد في إظهار علامات الانتعاش في منتصف عام 1975.
ما هي أسواق الثور والدب؟
أسواق الثور والدب – أو الأسواق الصاعدة والهابطة حيث يرمز الثور في الأسواق المالية إلى الصعود في حين يرمز الدب إلى الهبوط- وهي موجودة في كل دورة لسوق الأوراق المالية، مع استمرار كل منها لجزء بسيط من الدورة الكلية. وقد تتفاوت الأطر الزمنية لأسواق الثور والدب بشكل كبير من عدة أسابيع إلى عدة سنوات.
ويمثل سوق الثور، السوق الصاعدة والتي يرتفع فيها سوق الأسهم بشكل متزايد على مدى فترة زمنية. ويحدث هذا بسبب عوامل مختلفة، كأن يكون الاقتصاد قويًا وتوجد مستويات توظيف عالية.
ومن ناحية أخرى، فإن سوق الدب هو السوق الهبوطي حيث يكون فيه السوق في حالة انخفاض. ويحدث هذا عندما ينخفض سعر الأسهم بسبب عمليات البيع المكثفة من المستثمرين الذين يرون في المستقبل أيامًا أكثر صعوبة، ويؤدي ذلك إلى سلوك حذر من قبل المستثمرين والمتداولين. على سبيل المثال، كان انهيار سوق الأسهم عام 1987 – المعروف أيضًا باسم الإثنين الأسود (أو الثلاثاء الأسود اعتمادًا على المنطقة الجغرافية) – سوقًا هابطة (سوق دب) استمرت حوالي ثلاثة أشهر قبل التعافي في أوائل عام 1988.
كقاعدة عامة، يحاول المتداولون الاستفادة من الأسواق الهابطة عن طريق شراء الأسهم بأسعار شديدة الإنخفاض والبيع حين يكون السعر مرتفعًا خلال الأسواق الصاعدة لزيادة العائد على الاستثمار. يُنصح بتجنب الأسهم ذات المخاطر العالية حين يكون هناك سوق هابطة وشيكة لأنها يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة. ولكن، كما ذكرنا سابقًا، من الصعب للغاية التنبؤ بهذا الأمر.
ما هي الأسواق الدورية والممتدة؟
بشكل عام، الأسواق الدورية (cyclical markets) هي قصيرة الأجل وتستمر ما بين 4-10 سنوات، والأسواق الممتدة (secular markets) طويلة الأجل – تستمر على مدى عدة دورات سوقية – وتستمر ما بين 20-30 عامًا، مع استمرار الأسواق الصاعدة والهابطة ما يقرب من 1-3 سنوات و 10-20 سنة على التوالي.
ما هو تأثير السوق على دورة سوق الأسهم؟
يختلف تأثير السوق لدورات سوق الأسهم في كل مرحلة من مراحل دورة السوق. على سبيل المثال، خلال مرحلة الازدهار Mark up، تميل السلع الفاخرة (luxury) إلى الأداء الجيد حيث يشتري الناس المزيد من السلع غير الضرورية وترتفع ثقة المستهلك ويكون معدل الإنفاق عاليا. من ناحية أخرى، فإنه خلال مرحلة التراجع، يقوم المستهلكون بشراء الضروريات فقط. وستحقق هذه الأنواع من الأسهم (ذات الصلة بالمستلزمات الأساسية) بشكل عام مكاسب ثابتة دائمًا بغض النظر عن أداء دورة سوق الأسهم ومرحلتها. سيكون تأثير السوق الصاعدة الممتدة secular bull market على أداء الاستثمار إيجابيًا بشكل ملحوظ.
نظرًا لأن دورات سوق الأسهم تميل إلى وجود كميات متنوعة من التقلبات، في النهاية، فإن الأمر متروك لك كمتداول ومستثمر لتحديد مقدار المخاطر التي يمكن لمحفظتك تحملها وضبطها وفقًا لذلك.